للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القصيدة في الجاهلية "التيمية" وتفضلها، وتعدها من حكمها. قال ابن قتيبة في ترجمته من كتاب "الشعراء": كان الحجاج تمثل يوم رستقباذ على المنبر بأبيات منها، وهي:

ربَّ منْ أنضجتْ غيظًا قلبهُ ... قد تمنى لي موتًا لم يُطمع

ويراني كالشجى في حلقهِ ... عسرًا مخرجهُ ما ينتزعْ

مزبدٌ يخطرُ ما لمْ يرني ... فإذا أسمعتهُ صوتي انقمعْ

قد كفاني اللهُ ما في نفسهِ ... ومتى ما يكفِ شيئًا لمْ يضعْ

لمْ يضرني غيرَ أنْ يحسدني ... فهو يزقو مثلَ ما يزقو الضوعْ

ويحييني إذا لاقيتهُ ... وإذا يخلو لهُ لحمي رتعْ

كيفَ يرجونَ سقاطي بعدما ... جللَ الرأس مشيبٌ وصلعْ

والشجا: عظم يعترض في الحلق، ومزيدٌ من أزبد، والخطر: تحريكُ اليدين في المشي والاختيال بهما، وانقمع: دخل بعضه في بعض، والضوع بضم الضاد المعجمة: ذكر البوم، ويزقو: يصيح، ورتع: أكل، والسقاط بالكسر: الفترة، يقول، على طريق التعجب: كيف يؤملون فترتي وسقطي وقد بلغت هذه السن.

وأنشد بعده:

فكفى بنا على منْ غيرنا ... حبُّ النبيَّ محمدٍ إيانا

وتقدم شرحه في الإنشاد السابع والخمسين بعد المائة.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الخمسمائة]

(٥٣٣) إني وَإياكَ إذْ حلتْ بأرحلنا ... كمنْ بواديهِ بعدَ المحلِ ممطورِ

على أن "من" نكرة موصوفة بممطور، أي: كشخص ممطور، قال سيبوبه: قال الخليل رحمها الله تعالى: إن شئت جعلت "من" بمنزلة إنسان،

<<  <  ج: ص:  >  >>