للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعلت ما بمنزلة شيء نكرتين، وزعم أن هذا البيت عنده مثل ذلك:

وكفىَ بنا فضلًا على منْ غيرنا ... البيت

ومثل ذلك قول الفرزدق:

إني وإياكَ إذ حلتْ بأرحلنا ... البيت.

قال أبو علي في "التعليقة" على الكتاب قوله: "كمن بواديه" كرجل بواديه، فقولك: بواديه صفة لمن، وليس بصلة، والدليل على أن من في هذا البيت نكرة وصفه إياه بممطور وهو نكرة. انتهى.

والبيت من قصيدة للفرزدق مدح بها يزيد بن عبد الملك وهجا يزيد بن المهلب وقبله:

إليكَ من ثفن الدهنا ومعقلةٍ ... خاضتْ بنا الليل أمثال منثور

مستقبلين شمال الشام نصربنا ... بحاصبٍ كنديف القطن منثور

على عمائمنا يلقى وأرجلنا ... على زواحف نزجيها محاسير

إني وإياك إن بلغن أرحلنا ... كمن بواديه بعد المحل ممطور

وفي يمينك سيف الله قد نصرت ... على العدو ورزق غير محظور

وقد بسطت يدًا بيضاءَ طيبةً ... للناس منك بفيضٍ غير منزور

قوله: إليك من ثفن الدهنا إلى آخره. الدهنا: رمال بين البصرة ومكة لبني تميم، والقوارير جمع قرقور وهي السفينة الطويلة، وقيل: العظيمة، شبه الإبل بالسفن، وظلام الليل بالبحر، والمشي فيه بالخوض. وثفن بفتح المثلثة وكسر الفاء، قال شارح ديوانه السكري: ثفن الدهنا: وسطها، ومعقلة: خبراء بالدهنا تنبت السدر وتمسك الماء، والخبري: الأرض التي تمسك الماء. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>