للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: مستقبلين إلى آخره: حال من ضمير بنا، والشمال، بالفتح: ريح معروفة، والحاصب: ما تناثر من دقاق الثلج والبرد، وقوله: على عمائمنا، متعلق بـ "يلقى"، وأرجلنا بالجر معطوف على عمائمنا، وهو جمع رجل. والزواحف: الإبل المعيية، من زحف البعير: إذا أعيا، ونزجيها: نسوقها، ومحاسير: جمع محسور وهو البعير الذي يعينا من شدة السوق.

وقوله: إني وإياك، هذا خطاب أيضًا ليزيد بن عبد الملك، والنون في "بلغن" ضمير الإبل، ورواه سيبوبه: إذ حلت بأرحلنا، وحلت: نزلت، وأرحل: جمع رحل، وهو هنا أثاث المسافر ومتاعه الذي يستصحبه في السفر، أراد: إني إذا حططت رحالي إليك، كرجل كان واديه ممحلًا، فمطر، والباء متعلقة بممطور، وليس في البيت ما يعود إلى إياك، ونظيره:

... فإني وجروةَ لا ترودُ ولا تعارُ

أخبر عن جروة ولم يخبر عن نفسه، ويقدر في مثل هذا ما يعود إلى الاسم الآخر، كأنه قال: كإنسان مطر بخيرك. وكأن الأعلم لم يقف على ما قبله من الأبيات، فإنه قال: وصف خيالًا طرقه، وحل رحله ورحال أصحابه فسر به سرور المحتاج إلى الغيت إذا نزل له، هذا كلامه. وبعد تلك الأبيات:

يا خيرَ حيٍ وقتْ لهُ قدمًا ... وميتِ بعدَ رسلِ مقبورِ

إِنِّي حَلَفْتُ وَلَمْ أَحْلِفْ عَلَى فَنَدٍ ... فِنَاءَ بَيْتٍ مِنَ السَّاعِينَ مَعْمُورِ

في أكبر الحجّ حافٍ غير منتعلٍ ... من حالفٍ محرمٍ بالحجّ مصبور

بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت ... إيّاهم الأرض في دهر الدّهارير

إذا يثورون أفواجًا كأنّهم ... جراد ريحٍ من الأجداث منشور

لو لم يبشّر به عيسى وبّينه ... كنت النّبيّ الذي يدعو إلى النّور

فأنت إن لم تكن إيّاه صاحبه ... مع الشّهيدين والصّدّيق في السّور

<<  <  ج: ص:  >  >>