وقوله: مستقبلين إلى آخره: حال من ضمير بنا، والشمال، بالفتح: ريح معروفة، والحاصب: ما تناثر من دقاق الثلج والبرد، وقوله: على عمائمنا، متعلق بـ "يلقى"، وأرجلنا بالجر معطوف على عمائمنا، وهو جمع رجل. والزواحف: الإبل المعيية، من زحف البعير: إذا أعيا، ونزجيها: نسوقها، ومحاسير: جمع محسور وهو البعير الذي يعينا من شدة السوق.
وقوله: إني وإياك، هذا خطاب أيضًا ليزيد بن عبد الملك، والنون في "بلغن" ضمير الإبل، ورواه سيبوبه: إذ حلت بأرحلنا، وحلت: نزلت، وأرحل: جمع رحل، وهو هنا أثاث المسافر ومتاعه الذي يستصحبه في السفر، أراد: إني إذا حططت رحالي إليك، كرجل كان واديه ممحلًا، فمطر، والباء متعلقة بممطور، وليس في البيت ما يعود إلى إياك، ونظيره:
... فإني وجروةَ لا ترودُ ولا تعارُ
أخبر عن جروة ولم يخبر عن نفسه، ويقدر في مثل هذا ما يعود إلى الاسم الآخر، كأنه قال: كإنسان مطر بخيرك. وكأن الأعلم لم يقف على ما قبله من الأبيات، فإنه قال: وصف خيالًا طرقه، وحل رحله ورحال أصحابه فسر به سرور المحتاج إلى الغيت إذا نزل له، هذا كلامه. وبعد تلك الأبيات: