للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيدت الياء في خبر كان المنفية، والجشع، بفتحتين: شدة الحرص على الأكل يصف نفسه بالقناعة وعدم الشره. وهذه القصيدة ثمانية وستون بيتا، وقد شرحتها تماما في مواضع متفرقة من شواهد الرضى، والشنفري: شاعر جاهلي.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد السبعمائة]

(٧٩٦) أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني ... وفرق الهجر بين الجفن والوسن

قال ابن الحجاب في "أماليه": اسفا يجوز أن يكون مفعولا من أجله، وكان القياس يقتضي مجيء اللام، إذا ليس هو لفاعل الفعل المعلل، فيكون حذفها لضرورة الشعر، وقد جاء مثل ذلك ويجوز أن يقال: إن الهوى لما كان من سبب المتكلم، فكأنه هو الذي أبلى نفسه، فيكون أسفا فعلا لفاعل الفعل المعلل في المعنى، ويجوز أن يقال: إنه جعل الهوى أسفا مبالغة، كأن الحب نفسه صار له أسف على من تعلق به، فيكون لذلك فعلا لفاعل الفعل المعلل أيضا، ولا يستقيم أن يكون مصدرار إلا على تأويل حذف مضاف، كأنه قيل: إبلاء أسف وهو ضعيف، لأنه يؤدي إلى أن يكون متعلقات الفعل كلها مصادر، كقولك: ضربت يوم الجمعة، لصحة تقدير: ضربت ضرب يوم الجمعة، وفيه اخراج الأبواب عن حقائقها. انتهى.

وقال الواحدي: الأسف: شدة الحزن، يقال: أسف يأسف أسفا فهو أسف وأسيف، وانتصب أسفا على المصدر، ودل على فعله بما تقدمه، لأن إبلاء الهوى بدنه يدل على أسفه كأنه قال: أسف أسفا، ومثله كثير في التنزيل كقوله تعالى: (صنع الله الذي اتقن) [النمل/ ٨٨]، وبلي الثوب يبلي بلى وبلاء، وأبلاه

<<  <  ج: ص:  >  >>