للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أوائل القصيدة:

لما تذكرت بالديرين أرقني ... صوت الدجاج وقرع بالنواقيس

الديران: موضع قرب دمشق.

وهذا البيت استشهد به أبو علي في «الإيضاح» تبعًا لأهل اللغة, على أن الدجاج يقع على المذكر والمؤنث, لأنه إنما أراد هنا صوت الديكة خاصةز

يقول: أرقني في منزل الديرين انتظاري صوت الديوك والنواقيس, وإنما يكون ذاك عند الصباح.

وترجمة جرير تقدمت في الشاهد الحدي عشر.

[وأنشد بعده, وهو الانشاد الثاني والسبعون]

(٧٢)

فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن ... وإن تخرقي يا هند فالخرق اشأم

فأنت طلاق والطلاق عزيمةً ... ثلاث ومن يخرق أعق وأظلم

فبيني بها أن كنت غير رفيقةٍ ... وما لامرئ بعد الثلاث مقدم

لم أقف على قائل هذه الأبيات. والرفق: الملاءمة والملاطفة, ضد العنف. والخرق, وفعله من باب قتل, وخرق يخرق خرقًا, من باب فرح: إذا عمل شيئًا فلم يرفق به, فهو أخرق, وهي خرقاء, والاسم الخرق بالضم. وأيمن: وصف بمعنى ذي يمنٍ وبركة, لا أنه أفعل تفضيل, وكذلك الأشأم, معناه: ذو شآمة ونحوسة, وصرفهما للضرورة, وفيه المطابقة بين ترفقي وتخرقي, وبين أيمن وأشأم.

<<  <  ج: ص:  >  >>