للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عكل والتيم فلبثوا زمانًا. ثم إن ركبًا نزلوا بهم فلم يقروهم, وكانوا قد وفدوا على الملك, فأخبروه بصنيع عكل والتيم, فأخذهم وجدع خمسة وعشرين من سراة التيم, وخصى خمسة وعشرين من سراة عكل, ثم أقصاهم وأهانهم, وجعلوا ينكحون فيهم ولا ينكحونهم, فلما رأوا ما لقوا, ظعنت عكل بعد الخصاء, فلحقت ببني تميم, وبقيت التيم, وكانوا أهل شاء وحمير, فلم يستطيعوا براحًا, فأقاموا وأقروا بالذل. ثم إن رجلًا من أهل اليمن ابن أخت لهم غضب لهم مما يصنع بهم, فكتب إلى تميم بشعر له, وهو:

أبلغ الأضبط بن قريعٍ ... ومن مثله من تميم

إن تيمًا لمنكم ... هل لتيم من نصار وحميم

وكان الأضبط سيد بني تميم, فلما قرأ الكتاب, ندب بني حنظلة وبني سعد وقال: لا ينبغي إلا إباء هذا, فأغار على بني الحارث بن كعب أعز ما كانوا, فقتلهم, وأخذ ما سراتهم مائة رجل ورجلين, وسبى ذراريهم, وأقام بأرضهم سنة يغير على قراهم يمينًا وشمالًا, وأمير الخيل يومئذ مرة بن عبيد بن الحارث بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم. وبنى الأضبط أطمًا, فبنت الملوك حول ذلك الأطم مدينة صنعاء, فهي اليوم قصبتها. وأقبل التيم مع ما أصاب من السبي والغنائم. فهذه يد بني سعد على تيم التي يفخر بها عليهم جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>