للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن آخر هذه القصيدة:

قد نكتسي بزة الجبار نجنبه ... والبيض نضر به فوق القوانيس

تدعوك تيم وتيم في قرى سبأٍ ... قد عض أعناقهم جلدًا لجواميس

والتيم ألام من يمشي وألا مهم ... أولاد ذهلٍ بنو السود المدانيس

بزة الجبارو بكسر الموحدة: سلاحه. والقوانيس: جمع قونس, كجعفر, زاد الياء اضرورة, وأراد به أعلى الهامة. وقوله: تدعوك تيم, استشهد صاحب «الكشاف» بهذا البيت على صرف سبأٍ, على أنه اسم للحي أو للأب الأكبر. وقوله: قد عض أعناقهم .. الخ, يريد: أن تيمًا قد غلت أيديهم إلى أعناقهم بالقد من جلد الجاموس. والمدانيس: جمع مدناس, وهو الكثير الدنس, وهو الوسخ في الثوب والعرض.

قال شارح الديوان: قوله: تدعوك تيم .. البيت, هذا يوم منة لبني سعد على الرباب وذلك فيما ذكروا, أن الرباب قبل أن تكثر بنو تميم في أول الزمان, انطلقوا إلى أهل اليمن, فحالفوهم ونزلوا في ديارهم, وحالفوا منهم الحارث بن كعب, وهو يومئذ من سادة اليمن وملوكهم, فكانوا فيهم زمانًا, ثم إنهم جعلوا يشتقون عليهم, ورأوا أمورًا رابتهم, فقال الرباب بعضهم لبعض: ما يقعدنا هاهنا, وقومنا بنو تميم أكثر الناس وأعزهم؟ ! فتحملت ضبة وعدي بن عبد مناة, فرجعوا إلى تميم, وأقامت

<<  <  ج: ص:  >  >>