للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن ابن جني أجاز في بيت المتنبي هذا أن تكون اللام لام المستغاث به، وأن تكون لام المستغاث من أجله، وأوجب ابن عصفور الثاني لئلا يلزم تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل، وحقق بأنَّ هذا لا يلزم إلاَّ على قوله في آخر المعنى الواحد والعشرين للَّام الجارة في التنبيه الأول.

والبيت من قصيدة للمتنبي مدح بها سيف الدولة، قال الواحدي: يقول يا شوقي ما أبقاك فلست تنفد! ويا لي: استغاثة من الفراق، كأنه يقول: يا من لي يمنعني من ظلم الفراق! ويا دمعي ما أجراك! ويا قلبي ما أصباك! وحذف الكاف المنصوبة، وياء المخاطبة التي قبلها بالنداء. انتهى. وهذه الكاف هي المتعجب منه، وقال أبو اليمن الكندي: حذف الياآت من المناديات، وذلك أحسن من إثباتها، والكافات مرادة في أفعال التعجب. وقوله: يا لي، استغاثة بنفسه، وحق اللام أن تكون مفتوحة لولا الياء، ويجوز أن تكون للتعجب، تقديره: يا قوم اعجبوا لي من النوى. انتهى.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الثلاثمائة]

(٣٤١) ويوم عقرت للعذارى مطيَّتي

هو صدر وعجزه:

فيا عجبًا من رحلها المتحمَّل

على أنَّ اللاّم للتعليل. والبيت من معلقة امرئ القيس، ويوم: معطوف على يوم في بيت قبله، وهو:

ألا ربَّ يومٍ صالحٍ لك منهما ... ولا سيَّما يوم بدارة جلجل

وتقدَّم شرحه في الإنشاد الثامن عشر بعد المائتين، وتقدَّم أنَّ يومًا في قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>