للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى المعلقمة أن العرب كانت في الجاهلية يقول الرجل منهم الشعر في أقصى الأرض, فلا يعبأ به ولا ينشده أحد حتى يأتي مكة في موسم الحج, فيعرضه على أندبة قريش فإن استحسنوه روي, وكان فخرًا لقائله, وعلق على ركن من أركان الكعبة حتى ينظر إليه, وإن لم يستحسنوه طرح ولم يغبأ به. وأول من علق شعره في الكعبة امرؤ القيس, وبعده علقت الشعراء, وعدد من علق شعره سبعة, ثانيهم طرفة بن العبد, ثالثهم زهير بن أبي سلمى, رابعهم لبيد ابن ربيعة, خامسهم عنترة بن شداد, سادسهم الحرث بن حلزة, سابعهم عمرو ابن كلثوم التغلبي, هذا هو المشهور.

وفي «العمدة» لابن رسيق: وقال محمد بن أبي الخطاب في كتابه الموسم بـ «جمهرة أشعار العرب»: إن أبا عبيدة قال: أصحاب السبع التي تسمى السمط: امرؤ القيس, وزهير, والنابغة, والأعشى, ولبيد, وعمرو, وطرقه. قال: وقال المفضل: من زعم أن في السبع التي تسمى السمط لأحد غير هؤلاء فقد أبطل, فأسقطا من أصحاب المعلقات عنترة والحارث بن حلزة, وأثبتا الأعشى والنابغة. وكانت المعلقات تسمى المذهبات, وذلك أنها اختيرت من سائر الشعر فكتبت في القباطي بماء الذهب, وعلقت على الكعبة, فلذلك يقال: مذهبة فلان, إذا كانت أجود شعره, وذكر ذلك غير واحد من العلماء, وقيل: بل كان الملك إذا استجيدت قصيدة يقول: علقوا لنا هذه, لتكون في خزانته.

[وأنشد بعده وهو الإنشاد الخامس]

(٥) دعاني إليها القلب إني لأمره ... سميع فما أدري أرشد طلابها

<<  <  ج: ص:  >  >>