فرفع أبو عبداله يديه، وقال: اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر، وما أسر وما أعلن، وأعطه حتى يرضى. انتهى.
وقد تقدمت ترجمة الكميت في الإنشاد السابع من أوائل الكتاب.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الأربعمائة]
(٤٩٣) يا أبا الأسود لم خلفتنى ... لهوم طارقات وذكرْ
على أن تسكين الميم مخصوص بالشعر، أقول: لم يذكر هذا ابن عصفور في" الرائد الشعرية" بل رح ابن الشجري بأن تسكين الميم لغة قال: ومن العرب من يقول: لم فعلت بإسكان الميم، قال ابن مقبل:
أأخطل لم ذكرت نسا قيسٍ ... فما روعن منك ولا سبينا
وقال آخر:
ياأبا الأسود لم خلفتنى ... البيت.
وأنشد الفراء أيضًا هذا البيت، ولم يقل: إنه ضرورة، وخلفتني معناه: أخرتني، وروي بدله" خليني"، أي: تركتني، والطروق: الإتيان ليلًا، وإنما جعل الهموم طارلت، لأن الليل وقت اجتماع الأخران والمصائب، وذكر بكسر