للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكثر البكاء، وارتفعت الأصوات، فلما مر على قوله في الحسين رضى الله عنه:

كأن حسينا والبهاليل حوله ... لأسيافهم ما يختلي المتقبلُ

وغاب نبي الله عنه وفقده ... على الناس رزء ما هناك مجللُ

فلم أر مخذولا أجل مصيبة ... وأوجب منه نصرة حين يخذلُ

يصيب به الرامون عن قوس غيرهم ... فيا آخرأ أسرى له الغي أولُ

فتلك ولاة السوءقد طال عهدها ... فحتام حتام العناء المطولُ

فرفع أبو عبداله يديه، وقال: اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر، وما أسر وما أعلن، وأعطه حتى يرضى. انتهى.

وقد تقدمت ترجمة الكميت في الإنشاد السابع من أوائل الكتاب.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الأربعمائة]

(٤٩٣) يا أبا الأسود لم خلفتنى ... لهوم طارقات وذكرْ

على أن تسكين الميم مخصوص بالشعر، أقول: لم يذكر هذا ابن عصفور في" الرائد الشعرية" بل رح ابن الشجري بأن تسكين الميم لغة قال: ومن العرب من يقول: لم فعلت بإسكان الميم، قال ابن مقبل:

أأخطل لم ذكرت نسا قيسٍ ... فما روعن منك ولا سبينا

وقال آخر:

ياأبا الأسود لم خلفتنى ... البيت.

وأنشد الفراء أيضًا هذا البيت، ولم يقل: إنه ضرورة، وخلفتني معناه: أخرتني، وروي بدله" خليني"، أي: تركتني، والطروق: الإتيان ليلًا، وإنما جعل الهموم طارلت، لأن الليل وقت اجتماع الأخران والمصائب، وذكر بكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>