"الكشاف" بأن البيت ليس مثل الآية؛ لصحة قولنا: الحياة الدنيا، دون: النفس النفس ما حملتها تتحمل، والنفس الثانية خبر عن الأولى لا حقيقة لها، فلابد من اعتبار ما يرجع الضمير إليه، وأجيب بأن الاستشهاد لمجرد البيان، وهي ضمير القصة، والجملة مفسرة لها نحو:(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد). والمصراع الأول وقع في نتفة للملك الفاضل قابوس بن وشمكير وهي:
أصرح بالشكوى ولا أتأول ... إذا أنت لم تجمل فلم أتجمل
أفي كل يوم من هواك تحامل ... علي ومني كل يوم تحمل
وإني لما حملتنيه لصابر ... وإن كان من أدناه يذبل يذبل
ولا أدعي أني صبور وإنما ... هي النفس ما حملتها تتحمل
ولم يعرف هذا المصراع شراح "المغني" وإنما قال ابن الملا الحلبي:
هي النفس تحمل ما حملت
الظاهر أنه نصف بيت من التقارب، ولم أقف على تتمة تقتضي أنه مصراع أول أو ثان، ولا على قائله. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد السبعمائة]
(٧٣٤) أسكران كان ابن المراغة إذ هجا ... تميماً بجو الشام أم متساكر