للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أودى فلا تنفع الإشاحة من ... أمرٍ لمن قد يحاول البدعا

أودى: هلك, والإشاحة: الحذر, يقول: من حاذر حوادث الدهر وحاول ذلك فهو بدعة. ومن شعره آخر قصيدة:

وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا

ولكن أخوك النأي ما كنت آمنا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

النأي: البعد, أطلق المصدر على الصفة, وأعضل الأمر: اشتد.

[وأنشد بعده, وهو الانشاد الثالث والأربعون]

(٤٣) أبا خراشة أما أنت ذا نفرٍ ... فإن قومي لم يأكلهم الضبع

على أن قول الكوفيين: إن المفتوحة شرطية, راجح لأمور, منها مجيء الفاء بعدها كثيرًا كهذا البيت, وكذا استدل المحقق الرضي في «شرح الكافية» وهذا من توارد الخاطر, كما يقال: «قد يقع الحافر موضع الحافر» وقال أبو علي في «البغداديات»: قال سيبويه: سألته - يعني: الخليل - عن قوله: أما أنت منطلقًا أنطلق معك, فرفع, وهو قول أبي عمرو حدثنا به يونس, يريد أنه رفع: أنطلق, ولم يجزمه على أنه جزاء. وحكى أبو عمر الجرمي عن الأصمعي - فيما أظن - المجازاة بأما المفتوحة الهمزة, وزعم أنه لم يحكه غيره, وهذا الذي حكاه أبو عمر يقويه قوله: أبا خراشة أما أنت ذا نفر .. البيت, لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>