صيفي، وقيل: الحارث، وقيل: عبد الله، وقيل: صرمة، وقيل غير ذلك، واختلف في إسلامه، فقال أبو عبيد القاسم بن سلام في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة. وذكر عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح بأسانيد عديدة: كان أبو قيس يحض قومه على الإسلام، وذلك بعد أن اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمع كلامه، وكان يتأله في الجاهلية ويدعي الحنيفية، وكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو بن نفيل، وكان يذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يهاجر إلى يثرب، وشهد وقعة بعاث، وهو يوم للأوس على الخروج، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين. وزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول له:(قل لا إله إلا الله، أشفع لك بها) فسمع يقول ذلك، وقيل: قال: والله لا أسلم إلى سنة، فمات قبل الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة بشهرين. وقد جاء عن ابن إسحاق أنه هرب إلى مكة، فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح. انتهى باختصار، وعلى هذا، فكان ينبغي لابن حجر أن لا يذكره في القسم الأول، وهم الذين جزم بصحبتهم.
وكون هذا الشعر له جزم به الدينوري، وصاحب (الأغاني) ونسبه الزمخشري في (شرح شواهد الكتاب) إلى أبي قيس بن رفاعة الأنصاري، ونقله السيوطي عنه. وأقول: لم يوجد في كتب الصحابة من يقال له: أبو قيس بن رفاعة، وإنما الموجود قيس بن رفاعة، وهو واحد أو اثنان أورده ابن حجر في (الإصابة).