للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الخمسمائة]

بما تكُ يا ابنَ عبدِ اللهِ فينا ... فلا ظُلمًا نخافُ ولا افتقارَا

على أنَّ ابن مالك قال: إنَّ "ما" فيه زمانية بمعنى، أيّ زمن، قال في "الكافية":

وقد أتتْ مهمَا ومَا ظَرفَيْنِ في ... شواهِدٍ مَنْ يعتضِدْ بها كُفِي

وقال في شرحها: وإنما قلت ذلك، لأنَّ جميع النحويين يجعلون ما ومهما مثل من في لزوم التجرّد عن الظرفية، مع أنَّ استعمالهما ظرفين ثابت في أشعار الفصحاء من العرب، كقول الفرزدق:

وما تحي لا أرهَب وإن كنتُ جارِمًا ... ولو عُدًّ أعدائي عليَّ لهُمْ دَخْلا

وكقوله:

وما تَكُ يا ابن عبد الله فينا ... فلا ظُلمًا نخافُ ولا افتقارا

وكقوله:

فما تحي لا أخشَ العدوَّ ولا أزَلْ ... على الناسِ أعلو من ذُرى المجدِ مفرَعا

وكقول تميم العجلاني:

ولوْ كُحِلَتْ حَوَاجِبُ خَيْلِ قَيْسٍ ... بتغلِبَ بعدَ كلبٍ ما قذيِنَا

فما تسلمْ لكُمْ أفراس قيسٍ ... فلا ترجُو البناتِ ولا البنينا

وكقول عبد الله بن الزبير الأسدي

فما تحيّ لا نسأَمْ حياةً وإن تمُتْ ... فلا خيرَ في الدُّنيا ولا العيش أجمَعا

<<  <  ج: ص:  >  >>