للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المصنف في شرحي "الشذور" و"القطر": والعامة تقول: تعالي، بكسر اللازم، وعليه قول بعض المحدثين:

تعالي أقاسمك الهموم تعالي

والصواب الفتح، كما يقال: اخشي واسعي. انتهى. وهذا غير جيد، فإن ابن جني قد وجهه في "المحتسب" قال: قرأ الحسن البصري: (قل تعالوا) [النساء/ ٦١] بضم اللام، ووجهه أنه حذف لام تعاليت استحساناً [و] تخفيفاً، فلما زالت لام الكلمة، ضمت اللام لوقوع الواو بعدها، ونظيرها ما قرأه الحسن أيضاً: (إلا من هو صال الجحيم) [الصافات/ ١٦٣] بضم اللام، حدثنا بذلك أبو علي: وذهب إلى ما ذكرناه من حذف اللام استخفافاً.

فتعالي مستعمل على وجهين:

أحدهما، وهو الفصيح: أن تحذف الياء التي هي لام الكلمة لالتقاء الساكنين، فتبقى اللام قبلها على فتحها، لأنا لمحذوف لعلة كالثابت.

والثاني: أن تحذف ابتداء للتخفيف نسياً منسياً، فيبقى ما قبلها آخر الكلمة، فتحركه بحركة تجانس الضمير المتصل بها، وبه قرئ في الشواذ، وعليه قول أبي فراس، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الستمائة]

(٦٤٣) أرى محرزاً عاهدته ليوافقن ... فكان كمن أغريته بخلاف

على أن جملة: "ليوافقن" جواب لعاهدته المنزل منزلة القسم لا غير، وجملة "عاهدته ليوافقن": في موضع المفعول الثاني لأرى، ومحرزاً: اسم رجل، وعاهدته:

<<  <  ج: ص:  >  >>