وقوله: خلف العضاريط، جمع عضروط، بضمّ العين المهملة: الخادم على طعام بطنه والأجير. وعوذى: بضمّ العين المهملة والقصر وذاله معجمة، وعمم: بفتح العين المهملة والميم، هما من لحم من اليمن. وقوله: مردفات، يعني: يُسْتَخَفُّ بهنَّ لأنهنَّ مأسورات، والأكوار: الرّحال، جمع كُور، بالضّم، وأحناؤه: جوانبه، واحدها حنو.
وقوله: يذرين دمع مزادٍ، واحدها مزادة، وهي شطر الرّاوية: مفعلة من الزّاد، لأنّه يتزوَّد فيها الماء. وروى أبو عبيدة والأصمعي:
يُذرِينَ دَمْعًا غِزارًا قَطْرُها دِرَرٌ
وقوله: يأمن رحلة .. الخ، أي: لفكّ أسرهنَ.
وحصن: هو ابن حذيفة بن بدر، وابن سيَّار، وهو منظور بن زبّان بن سيّار الفزاريين. وتقدَّمت ترجمة النَّابغة الذّبياني في الإنشاد الثّالث والعشرين من أوائل الكتاب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّالث بعد الأربعمائة:
جَاؤُوا بِمَذْقٍ هَلْ رَأيْتَ الذِّئْبَ قَطْ
على أنَّ جملة "هل رأيت" مقول لقول محذوف صفة لمذق، لأنَّ شرط الجملة التي تقع صفة أن تكون خبريّة، وجملة "هل رأيت" ظاهرها أنها وقعت صفة لمذق، مع أنها استفهاميّة، والاستفهام نوع من الإنشاء، والإنشائية لا تقع صفة، فقدّرت معمولة للصّفة المحذوفة، والتقدير: جاؤوا بمذق مقول فيه: هل رأيت، أو يقول فيه من رآه: هل رأيت الذّئب. ورواه الدّينوري في كتاب "النّبات" وابن قتيبة في كتاب "أبيات المعاني" والزّجاجي، وابن الشّجري في "أماليهما":