للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الثالث بأن يكون التقدير شبه كسير، وإن كانت ما بمعنى الذي، فسد لما يؤدي إليه من اختلال المعنى، وذلك أن كسيرًا يكون خبرًا ليزال، فيكون المعنى: فما يزال كسيرًا على الحقيقة، أو شبه كسير، ثم قوله: كأنه من التي يقمن على الثلاث، تشبيه للشيء بشيء آخر هو على حاله؛ لأنه على هذا إنما شبه بالخيل التي تقوم على الثلاث، فصار قائلًا: كأن هذا القائم على الثلاث من الخيل القائمة على ثلاث، لخروج كسيرًا عن خبر كأن، ودخوله في خبر ما يزال، هذا إن جعلت كسيرًا وكأنه خبرًا بعد خبر، فإما أن لم تجعله كذلك، فسد لذلك، ولكون كأن مع ما في حيزها عن الربط بما هو معها، وذلك فاسد، هذا آخر كلام ابن الحاجب، وسبب هذا كله حمل كسير على خلاف الصحة، وعدم حمل "مما يقوم" على المبالغة، ولله در ابن الشجري في غوصه على المعاني الدقيقة، وهذا البيت لم أقف على قائله.

(مِنْ)

[أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الخمسمائة]

(٥٢٥) تخُيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمِ حَلِيمَةٍ ... إلى الْيَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ

على أن "مِنْ" ابتدائية في الزمن، قال أبو حيان في "شرح التسهيل" بعد إيراد الشواهد الكثيرة: وكونها لابتداء الغاية للزمان مختلف فيه، مَنَعَ من ذلك البصريون، وأثبته الكوفيون، وهو الصحيح، وقد كثر ذلك في لسان العرب نَثْرِها ونظمها كثرة تسوغ القياس وتأويل البصريين لذلك مع كثرته ليس بشيء، وذهب ابن الطراوة إلى أنك إذا أردت الانتهاء في الزمان والابتداء فيه أتيت بإلى ومِنْ، كما أن ذلك يكون في المكان كذلك، فلابد من "من" إذا أردتهما، قيل له: إذا أردت ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>