[أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد المائتين]
(٢٥٤) لا تهين الفقير علَّك أن ... تركع يومًا والدَّهر قد رفعه
على أن (عل) لغة في (لعل) وهما بمنزلة عسى في المعنى، وفيه شواهد أخر: أحدهما: حذف نون التوكيد الخفيفة، حذفت الالتقاء الساكنين والأصل: لا تهينن الفقير، فحذفت النون وبقيت الفتحة دليلًا عليها لكونها مع المفرد المذكر فإن لم تلاق النون ساكنًا فلا تحذف إلا للضرورة نحو ما أنشده أبو زيد في (نوادره):
أضرب عنك الهموم طارفها ... ضربك بالسَّوط قونس الفرس
ورواه الجاحظ في (البيان): (لا تحقرن الفقير). وروى ثعلب:(ولا تعاد الفقير) فلا شاهد فيه.
ثانياً: اقتران الفعل الواقع خبراً لـ (علَّ)[بأن] كالحديث: (لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض)
ثالثها: وقوع الخرم بالراء المهملة في غير الوتد المجموع، وذلك أن البيت من المنسرح، وأول أجزائه مستفعلن، وقوله:(لا نهي) وزنه: فاعلن، حذف سين مستفعلن بالخبن، فبقى متفعلن، ثم حذف ميمه بالخرم فصار تفعلن، فنقل إلى فاعلن، ومثله شاذ، كقوله: