بيت آخر, وأوردهما في أول الثالث الثالث منه, في باب ترجمته: «باب نجمع فيه طرائف من حسن الكلام, وجيد الشعر, وسائر الأمثال, ومأثور الأخبار» ثم قال: وقال رجل من طيئ, وكان رجل منهم يقال له: عروة بن زيد الخيل, قتل رجلًا من بني أسد يقال له زيد, ثم أقيد به بعد:
علا زيدنا يوم الحمى رأس زيدكم ... بأبيض مشحوذ الغرار يمان
فإن تقتلوا زيدًا بزيد فإنما ... أقادكم السلطان بعد زمان
انتهى. وكذا رواهما الحصري في كتابه «زهر الآداب» وظهر من قولهما أنه شعر إسلامي, فإن زيد الخيل من الصحابة, رضي الله تعالى عنهم.
والمشحوذ: من شحذت: شفرة السيف, وقوله: أقادكم السلطان, أي: مكنكم من قتله قودًا يقال: أقاد السلطان القاتل بالقتيل, أي: قتله به قودًا.
والمعنى: إن تفتخروا بقتل زيدنا بزيدكم, فلا فخر, لأن ذلك إنما جرى بحكم السلطان, وقوة الحاكم, وكان ذلك بعد مدة, فلا يكون مثل قتل من قوة البأس والشجاعة.
[وأنشد بعده, وهو الانشاد السبعون]
(٧٠) ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاً ... ولقد نهيتك عن بنات الأوبر