للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن العلم ينكر ثم يضاف. قال ابن جني في «سر الصناعة»: واعلم أن قولك: جاءني الزيدان ليس تثنية زيد هذا العلم المعروف, وذلك أن المعرفة لا يصح تثنيتها, فلا تصح إلا في النكرات, لإلم تثن زيدًا حتى سلبته تعريفه, فجرى مجرى رجل وفرس, وحينئذ لم يستنكر دخول لام المعروفة, وقد جاء في الشعر منه, قال ابن ميادة: وجدنا الوليد بن اليزيد .. البيت. يريد: يزيد, ومما يؤكد جواز خلع التعريف قوله:

علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم .. البيت

فإضافة الاسم ندل على أنه قد كان خلع عنه ما كان فيه من تعرفه, وكساه التعريف بإضافته إياه إلى الضمير, فجرى في تعرفه مجرى: أخيك وصاحبك وليس بمنزلة زيد إذا أردت العلم. وعلى هذا لو سألت عن زيد عمرو في قول من قال: رأيت زيد عمرو, لما جازت الحكاية, ولكان بالرفع لا غير. انتهى ملخصًا. وقال ابن عقيل في «شرح الألفية»: هذه الإضافة من قبيل إضافة الموصوف إلى القائم مقام الصفة, أي: علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم, فحذف الصفتان وجعل الموصوف خلفًا عنهما في الإَافة. انتهى. قال ابن الحنبلي: هذا تكلف عكس المشهور من جعل الصفة خلفًا عن الموصوف في الإضافة وغيرها, وخلاف المشهور أيضًا من حذف الصفة بدون جعل موصوفها خلفًا عنها في شيء. انتهى.

والنقا بالكسر: الكثيب من الرمل, والتعريف للعهد, وأراد باليوم: الوقعة والحرب التي كانت عند النقا, وهذا معنى قولهم: أيام العرب. والأبيض: السيف. والماضي: النافذ بالقطع. والشفرة بفتح الشين: حد السيف, وثناه باعتبار وجهيه. وروى المبرد في «الكامل» هذا البيت بتغيير بعض ألفاظه مع

<<  <  ج: ص:  >  >>