للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخمله، وكان قد قاوم جريرًا في قصائد، ثم ضج إلى الفرزدق، واستغاث به، وذلك قوله:

لَعَمْرِي لَقَدْ أَلْهَى الفَرَزْدق قَيْدُهُ

وعدَّه الناسُ مغلبًا. انتهى.

وقال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء": كان البعيث أخطب بني تميم إذا أخذ القناة، وله عقب بالبادية، وكان يُهاجي جريرًا، وقال أبو عبيدة: سألتُ بعض بني كليب ما أشدّ ما هُجيتُم به؟ قال: قول البعيث:

أَلَسْتَ كُلَيْبيًا إِذَا سِيمَ خُطَّةً ... أَقَرَّ كَإِقْرَارِ الحَلِيلَةِ لِلْبَعْلِ

وَكُلُّ كُلَيْبِيٍّ صَفِيحَةُ وَجْهِهِ ... أَذَلُّ لِأَقْدَامِ الرِّجَالِ مِن النَّعْلِ

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الخمسمائة]

أَعَلَاقَةً أُمَّ الْوُلَيِّدِ بَعْدَمَا ... أَفْنَانُ رَأْسِكَ كَالثَّغَامِ المُخْلِسِ

على أنه قيل: ما كافة لـ "بعد" عن الإضافة، وقيل: مصدريّة، وهو الظاهر، وهو قول جماعة منهم الإسفراييني صاحب "اللباب" قال فيه: ليست ما في البيت بكافة لبعْد عن الإضافة، بل مهيئة للإضافة إلى الجملة، وقال في ما علقه عليه: و"ما" في البيت وإن حكم بأنّها كافة إلاَّ أنَّ ذلك لا يعجبني، فإنَّ "بعد" في البيت على معناه الأصلي من اقتضاء الإضافة إلى شيء، وهو في المعنى مضاف لما بعده، كأنه قيل: بعد حصول رأسك أشمط كالثغام المخلس، فما ذكرت أقرب إلى الصّواب إن شاء الله تعالى. انتهى. وتبعه المحقق الرضي قال: ما فيه مصدريّة على قول بعضهم خلافًا لسيبويه، وسبقهما الأعلم وابن خلف، وأورده سبيويه في

<<  <  ج: ص:  >  >>