للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موضعين من كتابه، أورده أولًا في باب ما جرى في الاستفهام من أسماء الفاعلين والمفعولين مجرى الفعل من أوائل كتابه، قال ابن خلف: الشاهد فيه إعمال المصدر عمل الفعل، ونصب أم الوليد بعلاقة، لأنَّها بدل من اللفظ، فعملت عمله، كأنه قال: أتعلّق أمّ الوليد بعد الكبرّ وأورده ثانيًا في باب الحروف المشبهة بالفعل، فإنّه بعد أن ذكر أنَّ "ما" تكفها عن العمل قال: ونظير إنما قول المرار الفقعسي.

أَعَلَاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ ... البيت.

"بعد" مع "ما" بمنزلة حرف واحد، وابتداء ما بعده. انتهى. وكذا قرَّره أبو علي في "البغداديّأت" في فصل "كسر لما" وابن الشجري في "أماليه" في فصل عقده لمعاني ما، وقال الأعلم وتبعه ابن خلف: بعد لا يليها الجمل، وجاز ذلك، لأنَّ ما وصلت بها لتتهيأ للجملة بعدها، كما فعل بقلما وربَّما، وما مع الجملة في موضع جر بإضافتها إليها، والمعنى: بعد شبه رأسك بالثغام المخلس، فما مع ما بعدها بمنزلة المصدر، هذا كلامهما، وهو خلاف كلام سيبويه، فإنَّه جعل ما كافّة عن الإضافة، وهما جعلاها مصدريّة، والعلاقة: مصدر علق الرّجل المرأة من باب فرح، وعلاقة إذا أحبّها، والعلاقة: الحب، وتكون العلاقة أيضًا الارتباط في الأمور المعنوية، كعلاقة الخصومة، والعلاقة بالكسر: هي علاقة السوط ونحوه من الأمور الحسِّيَّة، والوليّد بتشديد الياء، مصغر الوليد بمعنى الولد، قال الأعلم وابن خلف: صغَّره ليدلَّ على شباب أمّه، لأنَّ صغر ولدها لا يكون إلا في عصر شبابها، وهذا الحصر غير صحيح، فإنّها قد تكون مُسنو ولها ولد صغير، والأولى أن يكون التصغير للتحبيب، ونكتة إضافتها إليه دون البِنْت ملحها، فإنَّ قولهم أمّ الوليد، وأمّ الصبيين صفة مادحة للمرأة، وقال السّيرافي: الرواية الصحيحة أم الوليد بالتكبير، ويكون مزاحفًا بالوقص، وهو إسقاط الحرف الثاني من متفاعلن، بعد إسكانه، قال: وإنما جعلته الرواة بالتصغير، لأنّه أحسن في الوزن، والوليد:

<<  <  ج: ص:  >  >>