جمع خطب, وهو الأمر والشأن عظم أو صغر والمراد هنا الأمر العظيم الشديد.
يعني: إذا كان أقرب ما يتمناه الإنسان تحول الأمور الشاقة عن الوصول إليه, فما ظنك بأبعدها!
وفي النسخ الثلاث: «وتعرض دون أبعده الخطوب» ومعناه هو الذي ذكرناه, فإن دون بمعنى قبل, وقبل الأبعد هو الأقرب.
وقوله: وما يدري الحريص .. الخ, ما: نافية, وعلى متعلقة بيلقى, وما الاستفهامية لما جرت بعلى حذف ألفها, والإلقاء: الرمي, وفي «تهذيب الأزهري» عن الأصمعي: الشراشر: النفس والمحبة جميعًا, يقال: ألقى عليه شراشره, أي: ألقى نفسه عليه محبة له. ثعلب عن ابن الأعرابي: الشراشر: النفس, ويقال: المحبة, وأنشدك
وما يدري الحريص على م يلقي ... شراشره أيخطئ أم يصيب
انتهى.
وقائل الأبيات: جابر بن رألان الطائي, بالراء المهملة بعدها همزة ساكنة, وهو جاهلي كما تقدم. ونقل السيوطي هذه الأبيات من «نوادر ابن الأعرابي» وقال: قال: هي لجابر بن رألان الطائي ويقال: لإياس بن الأرث, وإياس بكسر الهمزة بعدها مثناة تحتية, الأرث: بالمثناة, قال صاحب «الصحاح»: الرتة بالضم: العجمة في الكلام, ورجل أرت: بين الرتت.
[وأنشد بعده, وهو الانشاد السابع والعشرون]
(٢٧) ورج الفتى للخير ما إن رأيته ... على السن خيرًا لا يزال يزيد