للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الأربعمائة]

أَنَوْرًا سَرْعَ مّاذَا يَا فَرُوقُ

وتمامه:

وحَبْلُ الوصلِ مُنتَكِثٌ حّذِيقُ

على أنَّ ما فيه زائدة، وذا للإشارة، والهمزة في أوله للاستفهام التوبيخي، قال ابن السكيت في أوائل "إصلاح المنطق": يقال: امرأة نَوار، ونسوةٌ نُور: إذا كانت تنفر من الريبة وغيرها مما يكره، يقال: قد نارت تنور نَوْرًا ونِوارًا، قال العجَّاج:

يخلِطْنَ بالتأنُّسِ النِّوَارَا

وقال الباهلي:

أنَوْرًا سَرْعَ ماذَا يا فَرُوقُ

وقوله: سَرْعَ، أراد سَرُعَ ماذا، فخفّف، كما يقال: عَظُمَ البطنَ بَطْنُكَ، و: عَظْمَ البطنُ بطنُكَ، ويقال: عُظْمَ البطنُ بطنُكَ، يخففون ضمة الظاء، وينقلونها إلى العين، وغنما يكون النقل فيما كان مدحًا أو ذمًا، فإذا لم يكن أحدهما، كان الضم والتخفيف، ولم يكن النقل. انتهى. فسرع فيه التخفيف بحذف الضمة، ولا نقل. قال التبريزي في "تهذيب إصلاح المنطق": الشعر لزغبة الباهلي، أو لمالك بن زغبة، والحذيق: المقطوع، يقال: حذق الشيء: إذا قطعه، والمنتكث: المنتقض من قولك: نكثت العهد: إذا نقضته، والفروق: التي تفْرَق، وحبل الوصل الذي بينه وبينها، أراد: أنفارًا يا فروق؟ انتهى.

قال الصَّاغاني في "العباب" في مادة نور، وفي مادة حذق: هذا البيت أنشده

<<  <  ج: ص:  >  >>