للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الخمسمائة]

بَيْنَمَا نَحْنُ بِالْأَرَاكِ مَعًا ... إذْ أَتَى رَاكِبٌ عَلَى جَمَلِهْ

لما ذكره. والبيت من قطعة لجميل العذري، تقدَّم بعضها في الإنشاد الواحد والثمانين بعد المائة، وقبله:

يَا خَلِيلَيَّ إنَّ أُمَّ جُسَيرٍ ... حِينَ يَدْنُو الضَّجِيعُ مِنْ عِلَلِهْ

رَوْضَةٌ ذَاتُ حُوَّةٍ أُنُفٌ ... جَادَ فِيهَا الرَّبيعُ مِنْ سَبَلِهْ

بَيْنَمَا هُنَّ بِالأَرَاكِ مَعًا ... إِذْ أَتَى رَاكِبٌ عَلَى جَمَلِهْ

فَتَأَطَّرْنَ ثُمَّ قُلْنَ لَهَا ... أَكْرِمِيهِ حُبِيتِ فِي نُزُلِهْ

فَظَلِلْنَا بِنِعْمَةٍ فَاتَّكَأنَا ... وَشَرِبْنَا الحَلَالَ مِنْ قُلَلِهْ

وَخَلِيلٍ صَافَيْتُ مُرْتَضِيًا ... وَخَلِيلٍ فَارَقْتُ مِنْ مَلَلِهْ

غَيْرَ بُغْضٍ لَهُ وَلَا مَلَقٍ ... غَيْرَ أَنِّي أَلَحْتُ مِنْ وَجَلِهْ

وهذا آخر القطعة، وروضة: هخبر أمّ جُسير، والحوَّة: شديدة الخُضرة، والأُنُف بضمتين: الروضة التي لم تُرع، ولم تدسْها الأقدام، والسبل بفتحتين: المطر. وقوله: بينما هنَّ بالأراك، هنَّ ضمير النسوة، وإن لم يتقدَّم ذكرهنَّ، ووقع بدله في كتب النحو بينما نحن، والأراك: موقف بعرفة من ناحية الشام، ونمِرة من مواقف عرفة من ناحية اليمن، وتأطّرن: تعطّفن، وحُبِيتِ: أُعْطِيتِ، والنُّزُل بضمتين: طعام النزيل الذي يُهيَّأ له، والقُلَل: جمع قُلّة بالضمّ: الجرَّة، والضمير للراكب، وقوله: وخليل، أي: رُبَّ خليل، والملل: السآمة، وألحت: أشفقت، يُقال: ألاح من كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>