للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى. وقوله: إن أخاك الكاره، يقل: أخوك الذي يكره ورود حوض المنية، لابدَّ له من وروده على رغم أنفك، وإن كان بحضرتك بحيث يرى وجهك، ويسمع كلامك، وأنت لا تقدر على إنقاذه منه، وإذا كان الأمر على ذلك فسلم لقضاء الله، ولا تظهر الجزع، بل أنت لا تقدر على حفظ نفسك، ولا تصرف لك فيها، فلا تدري أين تموت أفي بلدك أم في غيرها؟ فإذا كان الإنسان لا يقدر أن يجلب النفع لنفسه، أو يدفع الضرَّ عنها، فعدم قدرته لغيره من باب أولى، والصدى: جسد الإنسان بعد الموت، والشق، فعدم قدرته لغيره من باب أولى، والصدى: جسد الإنسان بعد الموت، والشق، بالكسر: الجانب وقوله: "أتجزع إن نغسًا" الهمزة للاستفهام التوبيخي، وبخَّ ابن عمه على شدة جزعه على موت ولده- وابن وحيي قال مع وقوفه على الأبيات: خاطب به نفسه على وجه التجريد- وإن: شرطية، نفسًا: منصوب بفعل يفسره ما بعده، وروي: إن نفس، بالرفع؛ فتكون فاعلًا بفعل محذوف أيضاً، أي: إن هلكت نفس، وهو لازم. قوله: أتاها حمامها؛ والحمام بالكسر: الموت، ورأيته مضبوطًا بخط بعض المتقنين من المتقدمين: أن نفس، بفتحة على "أن" فتكون مصدرية واللام مقدرة قبلها، وكذلك يقدر الفعل الرافع لنفس، ورأيت في نسخة "المحتسب" وهي صحيحة مقروءة: "أتدفع عن نفس" فتكون "عن متعلقة بتدفع. ومفعول تدفع في جميع الوجوه محذوف، وهو الموت، وكذلك يقدر في الثاني، أي: فهلا تدفع الموت عن نفسك التي بين جنبيك.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد المائتين]

(٢٣٨) أعن ترسَّمت من خرقاء منزلة ... الصّبابة من عينيك مجسوم

<<  <  ج: ص:  >  >>