على أ، "عن" هي "أن" المصدرية عند بنى تميم، في "المفصل": وتميم وأسد يحولون همزتها عينًا، قال ابن يعيش في "شرح المفصل": وذلك في "أنْ""وأنّ" خاصة، ولا يجوز مثل ذلك في المكسورة. انتهى. وهي لغة مرجوحة، قال ثعلب في" أماليه": ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجّع قيس، وعجرفية ضبة [وتلتلة بهراء].
فأما عنعنة تميم؛ فإن تميمًا تقول في موضع أن: عن، تقول: عنِّ عبد الله قائن، قال: وسعت ذا الرمة ينشد عبد الملك:
أعن ترسَّمت من خرقاء منزلةً ...
قال: وسمعت ابن هرمة ينشد هارون، وكان ابن هرمة ربي في ديار تميم:
أعن تغنَّت على ساقٍ مطوَّقةٌ ... ورقاء تدعو هديلًا فوق أعواد
وأما تلتلة بهراء؛ فإنهم يقولون: تعلمون وتفعلون وتصنعون، بكسر أوائل الحروف. انتهى.
وقال ابن جني في "سر الصناعة" بعد نقله ما تقدم: فأما كشكشة ربيعة؛ فإنما يريد بها قولها مع كاف ضمير المؤنث: إنكش، ورأتكش، وأعطيتكش، تفعل هذا في الوقف، فإذا وصلت أسقطت الشين.