للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما كسكسة هوازن. فقولهم أيضًا: أعطيتكس، ومنكس، وعنكس، وهذا أيضًا في الوقف دون الوصل. انتهى.

والهمزة للاستفهام التقريري، جرد من نفسه نفسًا فخاطبها، وأن ترسمت: في تأويل مصدر مجرور بلام محذوفة متعلقة بمسجوم، والتقدير: الأجل ترسمك ونظرك دارها التي نزلت فيها بكت عينك وأسالت دموعها؟ قال شارح "ديوان ذى الرمة" أبو العباس الأحول: الترسّم: التفرس والتثبت في أثر الرسم، وروي: "أأن توهمت" أي: تخيلت، والعرب تقول: منزل ومنزلة، ومكان ومكانة، ودار ودارة، وباب وبابة. ومسجوم: مصبوب، سجمت عينه تسجم سجومًا وسجمًا، وهي عين سجوم، وكذلك سحابة. انتهى.

وقال الأصمعي في كتاب "خلق الإنسان": شخص كل شيء: طلله، فإذا كان أسر ليس له شخص مرتفع فهو رسم، وأنشد البيت: أأن ترسمت، ثم قال: وبعضهم يقول: أعن ترسمت، بقلب الهمزة عينًا. انتهى. والصبابة: رقة الشوق، وخرقاء، قيل: هي ميَّة صاحبة ذي الرمة، وقيل: هي غير ميَّة.

قال ابن قتيبة في ترجمته من كتاب "الشعراء": وكان ذو الرمة أحد عشاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته ميَّة بنت فلان بن طلبة بن قيس بن عاصم [بن سنان]، ومكثت ميَّة زمانًا لا تراه وتسمع بشعره، فجعلت الله عليها أن تنحر بدنة إن رأته، فلما نظرت إليه رأت رجلًا أسود دميمًا [وكانت من أجمل النساء]، فقالت: واسوأتاه! كأنها لم ترضه، فقال:

على وجه ميٍ مسحةٌ من ملاحةٍ ... وتحت الثّياب الشَّين لو كان باديا

ألم تر أنَّ الماء يخبث طعمه ... وإن كان لون الماء أبيض صافيًا

<<  <  ج: ص:  >  >>