ومالك: هو من مازن تميم، وكان لصًا يقطع الطّريق مع شِظاظ الضبّي الذي يضرب به المثل، فيقال:"ألصّ من شظاظِ". قال القالي في "ذيل أماليه": قال أبو عبيد: لمّا ولّى معاوية سعيد بن عثمان بن عفّان خراسان، سار فيمن معه فأخذ طريق فارس، فلقيه بها مالك بن الرّيب، وكان فيما ذّكر من أجمل العرب جمالًا، وأبينهم بيانًا، فلمّا رآه سعيد أعجبه، فقال له: ويحك يا مالك ما الذي يدعوك إلى ما يبلغني عنك من قطع الطّريق؟ ! قال: أصلح اللهُ الأمير، العجز عن مكافأة الإخوان، قال: فإن أغنيتك أتكفّ عمّا تفعل وتتبعني؟ قال: نعم، فاستصحبه وأجرى عليه خمسمائة دينار في كل شهر، وكان معه حتى قتل بخراسان، ومكث مالك فمات هناك، فقال يذكر مرضه وغربته. وقال بعضهم: بل مات في غزوة سعيد، طعن فسقط، وهو بآخر رمق. وقال آخرون: بل مات في خان فرثته الجن لما رأت من غربته، ووجدته ووضعت الصّحيفة التي فيها القصيدة تحت رأسه، والله أعلم أيّ ذلك كان. انتهى. وقد أودعنا القصيدة بتمامها في شرح الشّاهد الخامس عشر بعد المائة من شواهد الرّضى.