[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الخمسمائة]
(٥٨٣) وليل كموج البحر أرخى سدوله
[تمامه:
علي بأنواع الهموم ليبتلي]
على أن ليلاً مجرور برب المضمرة بعد الواو، وكذا قال غيره من شراح الألفية، وإنما هو معطوف على مجرور "رب" في بيت قبله وهو:
ألا رب خصم فيك ألوى رددته ... نصيح على تعذاله غير مؤتلي
والألوى: الشديد الخصومة، كأنه يلتوي على خصمه بالحجج، والتعذال، بالفتح: العذل، والمؤتلي: المقصر، أي: غير تارك نصحي بجهده. ورددته: لم أقبل نصحه وهو جواب رب.
وقوله: وليل، معطوف على خصم، والجواب محذوف تقديره: سهرته، يقال: سهر الليل أو بعضه: إذا لم ينم فيه، وقوله: كموج البحر، أي: في كثافة ظلمته وهوله، وسدوله: ستوره، واحده: سدل، بفتح فسكون، وسدل ثوبه: إذا أرخاه، وقوله: ليبتلي، أي: ليمتحن ما عندي أأجزع أم أصبر، والبيتان من معلقة امرئ القيس وبعدهما:
فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازاً وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح فيك بأمثل
فيالك من ليل كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
وهذان البيتان الأخيران تقدم شرحهما في الإنشاد الرابع والخمسين بعد الثلاثمائة.