وكلهم لم يذكر قائله، والمبرد أيضًا أورده في "الكامل" ولم ينسبه إلى أحد، والله أعلم. وذكر في موضع آخر ما يضاهيه، قال: والملاغم: العوارض، قال الفرزدق:
سقتها خروق في المسامع لم تكن ... علاطًا ولا مخبوطةً في الملاغم
يقول: علم أرباب الماء لمن هي، فسقاها ما سمعوه من ذكر أصحابها لعزهم ومنعتهم، ولم تحتج إلى أن تكون بها سمة، والعلاط: وسم في العنق، والخباط في الوجه، وأصل الملاغم: ما حول الفم مما يدركه اللسان. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد المائة]
(١٤٤) فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا ... شدُّوا الإغارة فرسانًا وركبانا
على أن الباء فيه للبدل، وكان الأصل: فليت لي قومًا بهم، أي: يدلهم، على الوصفية، فلم قدم الظرف على الموصوف صار حالًا منه، ولي: خبر ليت مقدم، وجملة "إذا ركبوا" مع جوابها صفة لقوم، قال ابن جني في "إعراب الحماسة": ليست الإغارة هنا مفعولًا به، ولا انتصابها على ذلك، لكن انتصابها انتصاب المفعول له، أي: شدوا للإغارة، كقولهم: حملوا للإغارة فرسانًا وركبانًا، أي: في هذه الحال، فهو كقول الآخر: