للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل نجار إبل نجارها ... وكلُّ لأناس دارها

وكلُّ نار العالمين نارها

انتهى. وقال الصاغاني في "العباب": النار أيضًا: السمة، يقال: ما نار هذه الناقة، أي: ما سمتها. وفي المثل: "نجارها نارها" أي: إذا رأيت نارها عرفت نجارها، أي: أصلها، قال:

لا تنسبوها وانظروا ما نارها

وقال آخر:

قد سقيت آبالهم بالنّار ... والنار قد تشفي من الأوار

ويروى:

وقد سقوا آبالهم بالنّار

أي: لما رأى أصحاب الماء سماتها، علموا أنها لمن هي، فسقوها لعزّهم ومنعتهم؛ يضرب في شواهد الأمور الظاهرة التي تدل على علم باطنها.

وسرق أعرابي إبلًا فأدخلها السوق، فقالوا له: من أين لك هذه الإبل: فقال:

تسألني الباعة أين دارها ... إذ زعزعوها فسمت أبصارها

فقلت رجلي ويدي قرارها ... كلُّ نجار إبل نجارها

وكلُّ نار العالمين نارها

انتهى. يقول: اختلف سماتها لأن أربابها من قبائل شتى، فأغير على سرح كل قبيلة، واجتمعت عند من أغار عليها، فعليها سمات تلك القبائل كلها. والنجار، بكسر النون بعدها جيم: الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>