(٥٨٠) على الحكم المأتي يوماً إذا قضى ... قضيته أن لا يجور ويقصد
على أن الواو للاستئناف، قال سيبويه: ومما جاء منقطعاً قول الشاعر:
على الحكم المأتي ... البيت
كأنه قال: عليه غير الجور، ولكنه يقصد، أو هو يقصد، أو هو قاصد، فابتدأ ولم يحمل الكلام على "أن" كما تقول: عليه أن لا يجور، وينبغي له كذا وكذا، فالابتداء بهذا أسبق وأعرف، فمن ثم لا يكادون يحملونها على "أن". انتهى.
قال النحاس: سألت عنه أبا الحسن، فقال: ويقصد مقطوع من الأول، وهو في معنى الأمر، وإن كان مضارعاً كما تقول: يقوم زيد، فهو خبر، وفيه معنى الأمر. انتهى.
ومثله للأعلم قال: قطعه لأن المعنى: وينبغي له أن يقصد، ولم يحمله على أول الكلام، لأن فيه معنى الأمر، فكأنه قال: وليقصد في حكمه، ونظيره مما جاء على لفظ الخبر ومعناه الأمر، قوله تعالى:(والْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ)[البقرة/ ٢٣٣] أي: ليرضعن أولادهن، وينبغي لهن أن يرضعنهم. انتهى. ونقله الجوهري في "الصحاح" وإليه ذهب ابن جني في "المحتسب" وهذا