للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الجملة في محل رفع خبر، وقيل: تقرير للجملة التي قبلها، ويجوز نصب "ابن قيسٍ" على الاختصاص، فيتعيّن جملة: "لا براح لي" كونها خبرًا لأنا، وهو أفخر وأمدح. قال الإمام المرزوقي في قوله:

إنَّا بني نهشلٍ لا ندَّعي لأبٍ

الفرق بين أن تنصب "بني نهشل" على الاختصاص، وبين أن ترفع على الخبريَّة، هو، أنه لو جعله خبرًا لكان قصده إلى تعريف نفسه عند المخاطب، وكان فعله لذلك لا يخلو عن خمول فيهم، وجعل من المخاطب بشأنهم، وإذا نصب أمن من ذلك؛ فقال: مفتخرًا أنا أذكر من لا يخفي شأنه، لا نفعل كذا وكذا. انتهى.

والبراح، بفتح الواحدة، مصدر برح الشيء براحًا، من باب تعبِ: إذا زال من مكانه.

وهذا البيت من قصيدة لسعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل، وهو فارس شاعر جاهلي، وهو أحد سادات بكر بن وائل.

وتقدَّم شرح أبيات منها في الإنشاد التاسع والخمسين بعد الثلاثمائة، وقد ذكرنا منشأ هذا الشّعر في شرح الشاهد الواحد والعشرين بعد المائتين من شواهد الرّضى.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة]

(٣٩٢) تعزَّ فلا شيءٌ على الأرض باقيًا ... ولا وزرٌ ممَّا قضى الله واقيا

<<  <  ج: ص:  >  >>