للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة البقرة: ومثله ما حمل على معنى هو مخالف لصاحبه في اللفظ قول الشاعر:

يقول إذا اقلولى عليها وأقردت ... أل هل أخو عيش لذيذ بدائم

فأدخل الباء في هل، وهي استفهام، وإنما تدخل الباء في "ما" الجحد، كقولك: ما أنت بقائل، فلما كانت النية في "هل" يراد بها الجحد، أدخلت لها الباء. انتهى.

والبيت من قصيدة للفرزدق هجا بها جريراً ورمى رهطه بإتيان الأتن، وقبله:

فإنك كلب من كليب لكلبة ... غذتك كليب من خبيث المطاعم

وليس كليبي إذا جن ليله ... إذا لم يجد ريح الأتان بنائم

يقول: إذا اقلولى عليها .. ألبيت، واقولوى: ارتفع، وأقردت بالقاف: سكنت.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الخمسمائة]

(٥٦٨) وإن شفائي عبرة مهراقة ... وهل عند رسم دارس من معول

على أن "هل" لكونها للنفي كانت الجملة بعدها خبرية، فصح عطفها على الخبرية التي قبلها.

والبيت من أول معلقة امرئ القيس، والعاطف في غالب النسخ بالواو، ووقع في رواية ابن جني: فهل عند رسم بالفاء، وقال في "سر الصناعة": في "معول" روايتان، إحداهما: مصدر عولت بمعنى: أعولت، أي: بكيت، أي: فهل عند رسم دارس من إعوال وبكاء، والآخر: مصدر عولت على كذا، أي اعتمدت عليه، وعلى كل، فدخول الفاء أحسن، أما على الأول، فكأنه قال: إن شفائي أن اسفح عبرتي، ثم خاطب نفسه أو صاحبه فقال: إذا كان

<<  <  ج: ص:  >  >>