وقوله: ولم يك مثاوج الفؤاد؛ يقال للرجل إذا لم يكن ذا رأي وحزم: ما أبرد فؤاده! أي: لم يكن بارد الفؤاد ضعيفة، والمبجّ، بفتح الموحدة المشددة بعدها جيم، هو المثقل الكثير اللحم، والربيلة، بفتح الراء وكسر الموحدة: النعمة والخصب، والبيت في معطي الرداء، وقيل: في عروة، لأنه كيف يمدح من لا يعرف بهذه الأوصاف! وقوله: ولكنه قد نازعته، أي: غيرته، والمجاوع: المجاوع: المخامص، وإنما أثرت فيه، لأنه إذا سافر آثر صحبه على نفسه بزاده ويجوع. وقوله: صادق النهض، يعني: النهوض للمكارم والعلى، لا يكذب فيما إذا نهض لها. وقد بسطنا شرح هذه الأبيات بأكثر من هذا في شرح الشاهد السادس بعد الأربعمائة من شواهد الرضي.
وأبو خراش الهذلي: أحد فرسان العرب وفتاكهم، أسلم وهو شيخ كبير، وحسن إسلامه، وذكره ابن حجر في "الإصابة" في قسم المخضرمين الذين لم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلي الله عليه وسلم، وفي "تاريخ الإسلام" للذهبي ما يدل على أن إسلامه كان يوم حنين، ومات في خلافه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
[وانشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد المائتين]
(٢٢٩) بكلَّ تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أنَّ قرب الدار خير من البعد
على أنَّ قرب الدار ليس بنافعٍ ... إذا كان من تهواه ليس بذي ودَّ