للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الحاجب بعد كلامه في البيت السابق: قوله: علي أن قرب الدار خير من البعد؛ كالإضراب عن الأول، لأن المعني: فلم يحصل لنا شفاء أصلاً، وإذا كان قرب الدار خيراً في المعنى المراد، ففيه شفاء أو بعض شفاء، وكذلك قوله: على أن قرب الدار ليس بنافع؛ استدرك لعموم قوله: على أن قرب الدار خير من البعد. هذا معناها، وأما تعلقها علي الوجه الإعرابي فيحتمل أمرين، أحدهما: أن يتعلق بالفعل المتقدم قبلها، كما تعلقت حاشا الاستثنائية بما قبلها، لكونها أوصلت معنى ما قبلها إلى ما بعدها علي وجه الإضراب والإخراج. وأظهر منه أن يقال إنها في موضع خبر محذوف المبتدأ، كأنه قيل: والتحقيق على أن الأمر كذا، فتعلقها بمحذوف كما يتعلق كل خبر جار ومجرور، لأن الجملة الأولي وقعت من غير تحقيق؛ ثم جئ بما هو التحقيق فيها، وحذف المبتدأ لوضوح المعنى. انتهي.

وقال المرزوقي في بيت أبي خراش: إن موضع "على أنها تعفو الكلوم" من الإعراب نصب على الحال، والعامل فيه لا أنسى، والمعنى: إني أذكره عافياً كلمي كسائر الكلوم. انتهي. وكذا قال التبريزي وغيره من شراح "الحماسة". وقد اقتصر عليه المصنف في شرح أبيات ابن الناظم، وقال محمد العيزري في مختصر هذا الكتاب المسمي بـ "مدني الأريب من حاصل مغني البين"ك ومنها الاستدراك بإضراب، قال:

لن لم يسلموا في كلِّ أمري ... فللوا شين ظلماً قد أطاعوا

على أنِّي سأنشد عند موتي ... أضاعوني وأيَّ فتيً أضاعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>