للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هو أرمى البشر. و"كان" على هذا زائدة، وأقول: جعل "من" على هذه الرواية نكرة موصوفة أولى من جعلها موصولة، وقبله:

مالك عندي غير سوطٍ وحجر ... وغير كبداء شديدة الوتر

لك: ظرف مستقر، وغير: فاعله، وعندي: متعلق بـ"لك"، وكبداء: بفتح الكاف وسكون الموحدة، وهي القوس التي يملأ الكف مقبضها، وجادت: أحسنت وروي بدله: "ترمي"، وقوله: بكفي، متعلق بمحذوف على أنه حال، وهو مثنى كف، حذفت نونه للإضافة.

وهذا الرجز مع شهرته في كتب النحو لم يعرف قائله، والله أعلم.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد المائتين]

(٢٦٤) أتانا فلم نعدل سواه بغيره ... نبيٌّ بدا في ظلمة اللَّيل هاديا

على أنه من أبيات المعاني، قال العلم السخاوي في "سفر السعادة": لسنا نعني بأبيات المعاني ما لم نعلم ما فيه من الغريب، وإنما يعنون ما أشكل ظاهره، وكان باطنه مخالفًا لظاهره، وإن لم يكن فيه غريب، أو كان غريبه معلومًا، كما أنشدني شيخي الإمام تاج الدين:

وأنثى وما كانت من الجنِّ أمُّها ... ولا الإنس قد لاعبتها ومعي ذهني

فأولجت فيها قدر شبرٍ موفَّرٍ ... فصاحت لا والله ما عرفت تزني

فلمَّا دنت إهراقة الماء أنصت ... لأعزله عنها وفي النَّفس أن أثني

يصف البكرة التي يستقي عليها الماء. ومن أبيات المعني:

ذر الآكلين الماء يومًا فما أرى ... ينالون خيرًا بعد أكلهم الماء

هؤلاء [قوم] كانوا يبيعون الماء، فهذا نوع من أبيات المعاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>