وقوله: لقد طمح، أي: ارتفع. قال أبو عبيدة: الطماح رجل من بني أسد اسمه حبيب، وقيل: منقذ، وسمّي الطماح بقول امرئ القيس، وقال الأصمعي: قوله: لقد طمح الطماح، يعني قيصر، وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع من أول الكتاب.
وأنشد بعده:
أعِدْ نظرًا يا عبد قيسٍ لعلمَا ... البيت.
لما تقدَّم قبله، وهو من إنشاد سيبويه في كتابه. وأقول: هذا البيت لا يوجد في غالب نسخ كتاب سيبويه، قال أبو جعفر النحاس في شرح شواهده: هذا البيت في كتاب سيبويه: لم يروه غير أبي الحسن الأخفش. انتهى. وقد تقدم شرحه قريبًا.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الأربعمائة]
(٤٧٥) فليتَ كفافًا كان خيرك كلهُ ... وشرُّكَ عني ما ارتوى الماءَ مرتوِي
على أن هذا البيت مشكل، وقد لخص المصنف كلامه عليه من "أمالي ابن الشجري" فإنه أورد الكلام عليه في مجلسين منها: المجلس الأول وهو الثامن والعشرون، والثاني هو المجلس السادس والثلاثون، وكان المناسب أن يورد هذا البيت في بحث "ليت" لكنه لما فاته هناك أورده هنا بمناسبة، وهو جواز مجيء خبر ليت فعلًا ماضيًا كخبر لعل، وقد تكلم في إعراب هذا البيت غالب أئمة النحويين كأبي علي وعبد القادر والعبدي، وابن الشجري، وابن الحاجب في "أماليه" وأبي حيان في "تذكرته" والرضي وغيرهم، وقد جمعنا كلامهم، ولخصناه في شرح الشاهد الرابع والثمانين بعد الثمانمائة، ومن أراد التبحّر في إعرابه فلينظر هناك.
والبيت من قصيدة ليزيد بن الحكم بن أبي العاصي الثقفي، قال صاحب "الأغاني" عاتب فيها ابن عمه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي العاصي، وله قصائد أخر عاتب