للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها أخاه عبد ربه بن الحكم، وأورد هذه القصيدة القالي في "أماليه" والأصبهاني في "أغانيه" وابن الشجري في "أماليه" مختصرة، وعند كلٍ ما ليس عند الآخر، وأرودها أبو علي بتمامها في "المسائل البصرية" وهي هذه:

تكاشرني كرها كأنك ناصحٌ ... وعينك تبدي أن صدرط لي دوِي

لسانك لي أريٌ وغيبك علقمٌ ... وشرُّك مبسوطٌ وخيرك مُلتوِي

تفاوض من أطوي طوى الكشح دونه ... ومن دون ما صفافيته أنت مُنطوِي

تصافح من لاقيت لي ذا عداوة ... صفاحًا وعنيّ بين عينيك منزوي

أراك إذا استغنيت عنا هجرتنا ... وانت إلينا عند فقرك مُنطوِي

إليك انعوى نُصحي ومالي كلاهُما ... ولست إلى نصحي ومالي بمنعوي

أراكَ إذا لم أهوَ أمرًا هويتهُ ... ولستُ لما أهوى من الأمرِ بالهوِي

أراكَ اجتويت الخيرَ منيَ واجتوى ... أذاك فكل مجتوٍ قربَ مجتوي

فليت كفافًا كان خيرُك كلهُ ... وشرُّك عني ما ارتوي الماء مُرتوي

لعلك أن تنأى بأرضك نيةٌ ... وإلا فإني خليلًا صالحًا بك مقتوي

فلم يُغوني ربي فكيف اصطحابُنا ... ورأسُك في الأغوى من الغيِّ مُنغوي

عدوُّك يخشى صولي إن لقيته ... وأنت عدُّوي ليس ذلك بمستوِي

وكم موكن لولاي طحت كما هوى ... بأجرامه من قلَّةِ النيقِ مُنهوي

نداك عن المولى ونصرك عاتمٌ ... وأنت له بالظلم والغمر مختوي

توّدُ له لو ناله نابُ حيَّةٍ ... ربيبُ صفاةٍ بين لهبين منحَوِي

إذا ما بنى المجد ابن عمك لم تعِن ... وقلت ألا بل ليت بناينهُ خوِي

كأنك إن قيل ابن عمك غانمٌ ... شج أو عيمدٌ أو أخو مغلة لوي

تملأت من غيظٍ فلم يزلْ ... بك الغيظ حتى كدتَ في الغيظ تنشوي

<<  <  ج: ص:  >  >>