تقطع الحديث .. إلخ، قال الفراء: أي: أنها إذا ابتسمت وكان الناس على حديث، قطعوا حديثهم، ونظروا إلى حسن ثغرها، وكذلك قال ابن السيد: الإيماض: ما يبدو من بياض أسنانها عند الضحك والابتسام، شبهه بوميض البرق. وقال اللخمي: معنى الإيماض أنهم إذا تحدثوا فأومضت إليهم، أي: نظرت، شغلهم حسن عينيها، فقطعوا حديثهم، وقيل: الإيماض هنا التبسم، شبه ابتسامها بوميض البرق في لمعانه، فيكون معناه كمعنى القول الأول، ويحتمل أن تكون هي المحدثة، وأنها تقطع حديثها بالتبسم، يصفها بطلاقة الوجه، وسماحة الخلق، وقد بسطنا الكلام على هذا الرجز في الشاهد الثالث عشر بعد الستمائة من شواهد الرضي. وترجمة رؤبة تقدمت في الإنشاد الخامس عشر.
وأنشد بعده:
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد السادس والتسعين بعد المائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد التسعمائة]
(٩٢٧) لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى ... ولكنما الفتيان كل فتى ندي
كذا أنشده الفراء في مواضع من تفسيره، قال عند قوله تعالى:(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ)[البقرة/١٧٧]، وأما الأفعال التي جعلت أخبارا للناس، فقول الشاعر: