بكيتُ على شبابٍ قد تولَى ... فيا ليتَ الشبابَ لنا يعودُ
فلو كانَ الشبابُ يباعُ بيعًا ... لأعطيتُ المُبايِع ما يريدُ
ولكنَّ الشبابَ إذا تولَّى ... على شرفٍ فمطلبُهُ بعيدُ
وشعر أبي العتاهية ليس مما يستشهد به، قال ابن السيد فيما كتبه على كامل المبرد: أبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سُويد بن كيسان مولى عنزة، وكنيته أبو اسحاق، وأبو العتاهية لقب له، وكان في أول مرة يخنّث، ويحمل زاملة المخنثين، ثم كان يبيع الفخار بالكوفة، ثم قال الشعر فبرع فيه، ويقال: أطبع الناس بشار وأبو العتاهية والسيد. وما قدر أحد قط جمع شعر هؤلاء لكثرته إلا أنه كثير المرذول، وكان ينسب إلى القول بمذاهب الفلاسفة، وأنه لا يؤمن بالبعث، وقال له المهدي: أنت إنسان متحذلق متعتّه، فاشتقت له من ذلك كنية غلبت عليه، ويقال للرجل المتحذلق: عتاهية، كما يقال للطويل: شناحية، ويقال أبو عتاهية بإسقاط الألف واللام، وحكى ميمون بن هارون عن مشايخه قال: كان يحب الشهوة والمجون فكني لرعونته بأبي العتاهية وكان أبوه حجّامًا، ولذلك يقول:
وليستْ على عبدٍ تقيٍ نقيصةٌ ... إذا صحّح التقوى وإنْ حاكَ أو حجمَ
وقيل لبشار: منْ أشعر أهل زماننا؟ قال: مخنث ببغداد: يعني أبا العتاهية. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الأربعمائة]
(٤٦٦) يا ليتَ أيامَ الصِّبَا رَوَاجعا
على أنَّ ليت قد تنصب الجزءين كما هنا، وهو من شواهد سيبويه لم يعرف قائله، ولا تتمه، وقد تكلمنا على ما يتعلق به في الشاهد الواحد والأربعين بعد الثمانمائة من شواهد الرضي.