صديقة, قلت: الرضي في «شرح الشافية»: قد جاء شيء من فعيل بمعنى فاعل مستويًا فيه المذكر والمؤنث, حملًا على فعيل بمعنى مفعول, والحرار بفتح الحاء والراءين المهملات: مصدر حر يحر, من باب تعب, أي: صار حرًا, ولم أطلع على قائل البيتين, والله تعالى أعلم به. ولما لم يقف الدماميني على البيت الثاني قال: إن الشاعر خاطب امرأته واصفًا نفسه بالجود, وقوله: في يوم الرخاء من التتميم, وكذا قوله: وأنت صديق, لوقوع كل منهما في كلام لا يوهم خلاف المقصود, مفيدًا لنكتة وهي المبالغة في الاتصاف بالجود, ويحتمل أن يكون مراده وصف نفسه بمحبة هذه المرأة, وأنه قد يؤثر ما تختاره هي على ما يختاره هو, حرصًا على رضاها وحصول مرادها, هذا كلامه. وأخذه العيني وسائر شراح هذا الكتاب.
[وأنشد بعده, وهو الانشاد الثامن والثلاثون]
(٣٨) بأنك ربيع وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الثمالا
على أنه قد جاء خبر اسم المخففة المذكور اسمها تارة مفردًا, وهو: ربيع, وتارة جملة وهو: تكون الثمالا, ومجيء اسم أن المخففة في هذا البيت والذي قبله غير ضمير شأن ضرورة, وجوزه جماعة منهم ابن مالك, قال: إذا أمكن جعل الضمير المحذوف ضمير حاضر, أو ضمير غائب غير الشأن فهو أولى. ومنهم أبو حيان لا يلزم أن يكون ضمير الشأن كما زعم بعض أصحابنا, بل إذا أمكن تقديره بغيره قدر, قال سيبويه في:{وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت}