للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد معنى الهاء, ولا تخفف أن إلا عليه. انتهى. يريد بالهاء ضمير الشأن, وعد مثل هذا ابن عصفور في آخر كتاب «الضرائر» من الضرورة, وقول المصنف: إن الكوفيين زعموا أنها لا تعمل شيئا قد قال الفراء بخلافه, وهو أدرى بمذهب أصحابه, قال في «تفسيره» من سورة الحجر: وقد خففت العرب النون من أن الناصبة, ثم أنقذوا لها عملها, قال الشاعر:

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... طلاقك لم أبخل وأنت صدق

فما رد تزويج عليه شهادة ... ولا رد من بعد الحرار عتيق

وقال الآخر:

وقد علم الضيف والمرملون ... إذا اغبر أفق وهبت شمالا

بأنك الربيع وغيث مريع ... وقدما هناك تكون الثمالا

انتهى, وظاهره أنها تعمل مطلقا كالمثقلة. ونقل ابن المستوفي عنه في «شرح أبيات المفصل» أنه لم يسمع من العرب تخفيف أن وإعمالها إلا مع المكني, لأنه لا يتبين فيه الإعراب, فأما مع الظاهر فلا, ولكن إذا خففوها رفعوا, انتهى.

وعلى هذا فلا فرق في الإعمال والشرط عند البصريين والكوفيين.

والبيت خطاب لزوجته في طلبها الطلاق, ويريد بيوم الرخاء: قبل إحكام عقد النكاح, بدليل البيت الثاني, و «في» متعلقة بـ «سألتني» وسأل يتعدى إلى مفعولين, والياء هنا المفعول الأول, وطلاقك المفعول الثاني, «ولم أبخل»: جواب لو, وجملة «سألتني طلاقك»: خبر أن المخففة, وجملة: «وأنت صديق»: حال من ضير أبخل, فإن قلت: كان الواجب أن يقول: وأنت

<<  <  ج: ص:  >  >>