للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قفي فادي أسيرك إن قومي ... وقومك لا أرى لهم اجتماعا

وكيف تجامع مع ما استحلا ... من الحرم الكبار وما أضاعا

ألم يحزنك أن حبال قيس ... وتغلب قد تباينت انقطاعا

يطيعون الغواة وكان شراً ... لمؤتمر الغواية أن يطاعا

ألم يحزنك أن ابني نزار ... أسالا من دمائهم التلاعا

وفيها شواهد أخر أوردناها في شواهد الرضى.

وقوله: قفي فادي إلى آخره .. خطاب لضباعة بنت زفر الممدوح، لأنه كان عند والدها أسيراً له، والمفاداة: أخذ الفدية من الأسير وإطلاقه، وحرف الدماميني هذه الكلمة: ب "داري" من المداراة، وفسرها بقوله: لايني واخفضي جناحك. والحبال: المواصلة والعهود التي كانت بين قيس وتغلب، وتباينت: تفرقت، روي أن ضباعة لما سمعت قوله: ألم يحزنك .. إلى آخره، قالت: بلى والله لقد حزنني: وحزنه، وأحزنه لغتان، والمؤتمر: الذي يرى الغواية رأياً، ويأمر بها نفسه، وابنا نزار: ربيعة ومضر. والتلعة: مسيل من الارتفاع إلى بطن الوادي، ولما لم يقف الدماميني على منشأ القصيدة وأصلها، قال: أراد أسيرك: محبك الذي أسرته بمحبتك، هذا الظاهر، ويحتمل أن يكون أراد أسير أبيك، فإن أباها زفر كان قد أسره، ثم من عليه فأطلقه وأعطاه مائة من الإبل. انتهى كلامه. وقلده ابن الملا، ونقل هذا الكلام، وكلا الاحتمالين خلاف الواقع. وترجمة القطامي تقدمت في الإنشاد الثامن والخمسين بعد المائتين.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الستمائة:

<<  <  ج: ص:  >  >>