ألا قاتل الله الحمامة غدوةً ... على الغصن ماذا هيَّجت حين غنَّت
وأظهر أبو العلاء المعري التشكك في ذلك، فقال:
أبكت تلكم الحمامة أم غنَّت على فرع غصنها الميَّاد
انتهى. وترجمة كثير عزة تقدمت في الإنشاد التاسع عشر.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد المائة]
(١١٣) وترمينني بالطَّرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكنَّ إيَّاك لا أقلي
على أن "أي" فيه تفسير للجملة قبله، قال ابن يعيش في "شرح المفصل": قوله: أي أنت مذنب؛ تفسير لقوله: وترمينني بالطرف؛ إذ كان معناه: تنظر إلي نظر مغضب، ولا يكون ذلك إلا عن ذنب. انتهى.
وقال صاحب "التخمير": الرمي بالطرف: عبارة عن النظر، يقال: رماه بطرفه: إذا نظر إليه، كأنه قال: رميها بالطرف إياي، أي: أنت مذنب، أي: أشارت إلي بطرفها إشارة دلت على أنني مذنب في حقها. هذا كلامه. والجيد هو الأول.