قال ابن السيد في "شرح أبيات الجمل": هذا الشعر لا أعلم قائله، وزعم قوم أنه لكثير عزة. وقال ابن هشام اللخمي: هو لكثير عزة فيما ذكره بعض الرواة، ولم أجده في ديوان شعره.
وعبد: مرخم عبدة: اسم امرأة، ويسمى به أيضًا الرجل، قالوا عبدة بن الطبيب، وهو شاعر مخضرم أدرك الإسلام وأسلم، وأما علقمة بن عبدة؛ فهو بفتح الباء، لأنه منقول من العبدة، وهي صلاية الطيب، وهو شاعر جاهلي.
ورونق الضحى: إشراقه وضياؤه، وقيل: اعتداله وانبساطه وحسنه وروي أيضًا: "في ريق الضحى" بتشديد المثناة التحتية، وهو أوله، و"في" متعلقة بتسمعي، ولا يجوز أن يتعلق بالبكاء، لأنك لا تقدم الصلة على الموصول. وقال اللخمي: وقيل: ظرف للبكاء، وهو الأشبه. والحمامة تطلق على الذكر والأنثى من ذوات الأطواق، كالفواخت والقماري ونحوهما. وجملة "لهن هدير": صفة لحمامات. قال ابن السيد: والهدير بالراء واللام: صوت الحمام يقال: هدر يهدر هديرًا، وهدل يهدل هديلًا، وكذا في "تهذيب الأزهري" و"القاموس" وليس مستعارًا من هدير الجمل، كما زعمه بعضهم، فإنه مشترك بينهما. واللوعة: حرقة القلب، والعهد: الزمن والعصر.
قال ابن السيد: والعرب تختلف في صوت الحمام، فمنهم من يجعله بكاء، ويزعم أنها تبكي على فرخ لها هلك في عهد نوح، عليه السلام، ويسمونه الهديل، ولذلك قال الكميت: