للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقرينة المصراع الثاني، وأراد بمناه: الأمور الممكنة، لأنّ المستحيل لا يدرك، ولا ينقاد لأحد، وأراد بالانقياد: وجدانها موافقة لمراده، وكان الظاهر أن يقول: فما انقادت إلا لصابر، بإسناد الفعل إلى ضمير المنى، لكنه أتى بالظاهر المرادف، إذ الآمال هي المنى.

[ألا]

[أنشد بعده في "ألا" بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وهو الإنشاد الثامن والتسعون]

(٩٨) أما والَّذي لا يعلم الغيب غيره

تمامه:

ومن هو يحيي العظم وهو رميم

على أن "أما" مثل "ألا" من مقدمات اليمين، وجواب القسم قوله بعده:

لقد كنت أطوي البطن والزَّاد يشتهي ... محافظةً من أن يقال لئيم

وإنِّي لأستحيي رفيقي ودونه ... ودون يدي داجي الظَّلام بهيم

كما أنشدها القالي في "أماليه" عن ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي أنه سمعها من أعرابي. ورواها بهذا السند أيضًا أبو عبد الله محمد بن الحسين اليمني في ترجمة الأصمعي من كتاب "طبقات النحويين" عن ابن مطرف عن ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي لأعرابي.

واليمني هذا: أديب نحوي، كان مقيمًا بمصر، وصنف "أخبار النحويين" و"مضاهاة كليلة ودمنة" ومات في سنة أربعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>