إلى آخر الأبيات الثلاثة، انتهى. وهذه الرواية تقتضي الإقواء، فإن البيت الأول مرفوع، وإن قرئ بإضافة دهم إلى مضمرات بتشديد الميم المفتوحة فلا إقواء، ويكون من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: خيل مضمرات دهم، والأبلق: ما فيه سواد وبياض، قال ابن الأنباري في "الزاهر": ثوب مصمت: هو الذي لونه لون واحد، ويقال: أدهم مصمت: إذا كان لا يخالط لونه غير الدهمة، وأنشد هذا البيت ,اري، بضم الهمزة وكسر الراء: مضارع من الإرادة وسراقة:
منسوب إلى بارق، وهي قبيلة باليمن.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الأربعمائة]
(٤٥٠) فذاكَ ولمْ إذا نحنُ امترينا ... تكنْ في الناسِ يدرككَ المراءُ
على أن الأصل فذاك ولم تكن، ففصل بينهما بالظرف لضرورة الشعر. قال أبو حيان في "شرح التسهيل": قوله: وقد يلي "لم" معمول مجزومها اضطرارًا: لا يجوز الفصل بين الجازم والمجزوم بشيء، وإذا لم يجز ذلك في الناصب إلا إذن لعلة تخفيها، فأحرى أن لا يجوز في الجازم، وقد جاء ذلك في الضرورة، وأنشد البيتين، وقال يريد:"كأن لم تؤهل سوى أهل من الوحش" و "فذاك ولم تكن يدركك المراء إذا نحن امتينا". وقال الأستاذ أبو الحسن بن عصفور: ذلك من أقبح الضرائر، فلا يقاس عليه في شعر ولا غيره. انتهى. ويدركك بالرفع، والمراء: فاعله، والجملة خبر تكن، والمراء: مصدر ماراه: إذا جادله قال صاحب "المصباح": ويقال: ماريته أيضًا: إذا طعنت في قوله تزييفًا للقول، وتصغيراُ