فإنْ ظننتمْ بي الشيءَ الذي زعموا ... فقربوني من بنتِ ابنِ يامينِ
وكذا أورد حكاية الأبيات الثلاثة الأصبهاني في "الأغاني" وقال ابن عبد ربه في "العقد الفريد" قال أبو حاتم: حدثنا أبو عبيدة قال: أخذ سراقة بن مرداس البارقي أسيرًا يوم جبانة السبيع فقدم في الأسرى إلى المختار، فقال:
امننْ عليَّ اليوم يا خيرَ معدْ ... يا خيرَ منْ لبى وصلى وسْ
فعفا عنه المختار، ثم خرج مع إسحاق بن الأشعن، فأتي به إلى المختار أسيرًا، فقال له: ألأم أعف عنك، وأمنن عليك؟ أما والله لأقتلنك، قال: لا والله لا تفعل إن شاء الله، قال: ولم؟ قال لأنَّ أبي أخبرني أنك تفتح الشام حتى تهدم مدينة دمشق حجرًا وأنا معاك، ثم أنشده:
ألا أبلغْ أبا إسحاقَ أنا ... حملنا حملةً كانتْ علينا
خرجنا لا ترى الضعفاء شيئًا ... وكانَ خروجنا بطرًا وحينا
تراهمْ في مصفهمُ قليلًا ... وهم مثلُ الدبا لما التقينا
فأسجحْ إذ قدرت فلو قدرنا ... لجرنا في الحكومة واعتدينا
قال: فخلى سبيله، ثم خرج إسحاق بن الأشعت، ومعه سراقة، فأخذ أسيرًا، وأتي به إلى المختار، فقال: الحمد لله الذي أمكني منك يا عدو الله هذه ثالثة، فقال سراقة: أما والله ما هؤلاء الذين أخذوني فأين هم لا أراهم إنا لما التقينا رأينا قومًا عليهم ثياب بيض، وتحتهم بلق، تطير بين السماء والأرض فقال المختار: خلوا سبيله ليخبر الناس، ثم دعا لقتاله، فقال: